إن تراثنا المخطوط مليء بالنفائس من حيث الأهمية التاريخية والعلمية التي يحتويها أو من حيث جمالية الخط والزخارف المستخدمة فيه، وحتى إن بعض المخطوطات طباعتها على ما هي عليه أجمل بكثير من طباعتها بالشكل المعاصر للكتاب؛ لما فيه من روح ولدقته وجماليته.
والنسخة طبق الأصل هي النسخة المطبوعة من المخطوط الأصل، وتعطينا الطباعة طبق الأصل تصوراً تاماً للنسخة الأصل مع تفاصيلها من قيود سماعات وبلاغات ومقابلات وخطوط علماء.
وسأتكلم في هذه العجالة عن طباعة المخطوط طبق الأصل في تركيا خصوصاً لما جمعته من معلومات دقيقة ومهمة في هذا الباب لكل مهتم من دور النشر والباحثين.
إن الحصول على النسخة الخطية بصيغة pdf من كتابٍ ما لا يخولك طباعته كما هو بقصد النشر والربح، فإن العرف الآن أن طباعة المخطوط طبق الأصل يحتاج لإذن وتصريح من المكتبة الموجود فيها، وذلك لتزويد الناشر بصور عالية الدقة تصلح للطباعة وليس للعرض فقط، ولأسباب أخرى.
وبعد التواصل مع المكتبة السليمانية في إسطبنول للحصول على تفاصيل حول هذا الأمر أخبرونا ما يلي:
أولاً : يجب طلب إذن رسمي للنشر من الجهات المختصة، وذلك بتعبئة طلب يتضمن بعض المعلومات، وهذا هو الطلب:
يتضمن الطلب تعبئة المعلومات الشخصية من اسم ورقم هوية أو جواز سفر، وهاتف وايميل، ثم اسم دار النشر والهدف من طباعة الكتاب هل هو للبيع أو للتوزيع أو للدعاية، ثم نوع النشر هل هو ترجمة أو تحقيق وغير ذلك، ثم رقم المخطوط ومكان حفظه، وبعد ذلك توقيع صاحب الطلب واسمه.
ثانياً : دفع رسوم الحصول على النسخة الخطية وهي (حالياً) 200 ليرة تركية (5 دولار) للأجنبي و100 ليرة للمواطن التركي (2.5 دولار) لللوحة الواحدة.
ثالثاً : ذكر مكان المكتبة ورقم الحفظ.
رابعاً : التبرع بـ 20 نسخة مطبوعة لرئاسة المخطوطات في تركيا.
وهذا هو نص القرار الرسمي المخصص للنشر مترجماً من الرئاسة التركية للمخطوطات:
يُعَدّ العضو الذي يوافق على طلبه من قِبَل المكتبة أو الرئاسة قد قَبِلَ – أثناء الاستفادة من الخدمة وبعدها – جميع الالتزامات المالية والقانونية المترتِّبة عليه بموجب هذه اللائحة، وبمقتضى قانون حقوق المؤلِّف والفنون رقم 5846 بتاريخ 5/12/1951، وكذلك اللائحة الصادرة في الجريدة الرسمية رقم 19253 بتاريخ 16/10/1986 بشأن «أُسُس وإجراءات الاستفادة من الأعمال العائدة للمؤسَّسات والهيئات العامة».
كانت هذه هي شروط طباعة المخطوط طبق الأصل في تركيا أرجو لكم الفائدة وأطلب منكم الدعاء في ظهر الغيب، ومستعدون لتلقي استفسارتكم وتقديم يد العون للإخوة الباحثين في شتى أعمال المخطوط.
الباحث: محمد رامز القاري