تواصل معنا
هبة الله ابن البارزي (ت٧٣٨هـ) ومخطوطة مفردات الكتب الستة!!

إن كنت تريد معلومة سريعة ويضيق صدرك بالقراءة، أو ممن يقرأ السطر الأول ويذهب، سأيسر أمرك، وأعطيك بغيتك: بين يدينا كتاب لم يحقق وهو كتاب المجتبى في أحاديث المصطفى لهبة الله ابن البارزي (ت٧٣٨هـ) وكتاب يظن أنه كتاب مستقل لكنه هو باب من الكتاب الأول مفهرس على أنه كتاب مستقل، وهو مفردات الكتب الستة لابن البارزي، لأنه بالفعل مخطوط مستقل، تستطيع الذهاب الآن إن لم يثرك الفضول....

هو كما قيل : قاضي حماة وابن قاضيها وأبو قاضيها هبة الله بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم بن هبة الله الشَّيْخ شرف الدَّين ابْن البارزي الْجُهَنِىّ الحموي الشافعي ولد سنة 645هـ،. قاض، حافظ للحديث، من أكابر الفقهاء الشافعية. من أهل حماة. ولي قضاءها مدة طويلة بلا أجر، وعين مرات لقضاء مصر فاستعفي. وذهب بصره في كبره. ولما مات أغلقت حماة لمشهده.

سمع من أَبِيه وجده وإبراهيم ابْن الْخَلِيل وَابْن الْكَامِل وتفقه بِأَبِيهِ وجده أيضاً وَابْن العديم وَابْن عبد السَّلَام وفَاق الأقران فِي الْفِقْه وَأخذ النَّاس عَنهُ فَأَكْثرُوا وَعظم قدره جدا وباشر قَضَاء حماه بِدُونِ مُقَرر وَعين لقَضَاء الديار المصرية فَلم يُوَافق.

 وله تصانيف منها:

«تجريد جامع الأصول في أحاديث الرسول - خ» «إظهار الفتاوى من أسرار الحاوي - خ» في فقه الشافعية، مجلدان «تيسير الفتاوى في تحرير الحاوي - خ» فقه «الشرعة في القراآت السبعة - خ» رسالة «الفريدة البارزية، في شرح الشاطبية - خ» «البستان في تفسير القرآن - ط» «توثيق عرى الإيمان في تفضيل حبيب الرحمن - خ» «روضات جنات المحبين» اثنا عشر مجلداً «الناسخ والمنسوخ» «ضبط غريب الحديث» مجلدان «بديع القرآن» «رموز الكنوز - خ» منظومة في الفقه.

قال عنه الذهبي: برع فِي كل الفنون وشارك فِي الْفَضَائِل وانتهت إِلَيْهِ الْإِمَامَة فِي زَمَانه وَكَانَ من بحور الْعلم قوي الذكاء مكبا على الطلب قوي التَّصَوُّر.

وَقَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات: كان إماما راسخاً فِي الْعلم له المصنفات العديدة المفيدة وَصَارَت إِلَيْهِ الرحلة.

مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء الْعشْرين من ذي الْحجَّة سنة 738هـ


[المصادر: الأعلام للزركلي، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني]


ومن أبرز مؤلفات ابن البارزي وما يدل على مُكنته الحديثية كتاب تجريد الأصول من أحاديث الرسول وهو مختصر لجامع الأصول وقد حققه ثلة من الطلبة لنيل درجة الدكتوراة في جامعة الإمام الأعظم في العراق. 

والكتاب الذي بين يدينا هو كتاب المجتبى في أحاديث المصطفى، جمع فيه أحاديث الكتب الستة: البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، ومالك، واستوفى ما في الأصول لابن الأثير واختصر منه الكتب والفصول والأبواب، وجعل الكتاب ستة أقسام: 

  • القسم الأول: فيما اتفق عليه الأئمة الستة.
  • القسم الثاني: فيما اتفق عليه خمسة منهم، وهو ستة أبواب كلهم إلا النسائي، كلهم إلا الترمذي، إلى آخرها.
  • القسم الثالث: فيما اتفق عليه أربعة منهم وهو: خمسة عشر باباً كلهم إلا أبا داود، والنسائي كلهم إلا مالك والنسائي.
  • القسم الرابع: فيما اتفق عليه ثلاثة منهم فقط، وهو عشرون باباً: البخاري، ومسلم، وأبو داود، البخاري ومسلم ومالك إلى آخره.
  • القسم الخامس: فيما اتفق عليه اثنان فقط وهو خمسة عشر باباً.
  • القسم السادس: فيما انفرد به كل واحد منهم، وهو ستة أبواب. فانحصر الكتاب عنده في ثلاث وستين باباً وخاتمة.

قال في مقدمة الكتاب: أما بعد، فهذا كتاب المجتبى في أحاديث المصطفى ... وهو نخبة المنقول وخلاصة جامع الأصول قصدت فيه مع الاختصار وحذف التكرار الترتيب الذي يقل لفظه ويسهل معه حفظه وهو مرتب على ستة أقسام وخاتمة ... 


الكتاب موجود في عدة نسخ خطية، أما مخطوطة مفردات الكتب الستة فهي في الحقيقة هي القسم السادس من كتاب المجتبى وهو : فيما انفرد به كل واحد منهم، فبعد تتبع كتاب المجتبى ومقارنة النسخة مع النسخة الكاملة تبين أنها نفسها، وقد وهم من جعلها تأليفاً مستقلاً كما فعل من فهرس المكتبة دون الإشارة إلى أنه جزء من المجتبى أو قطعة منها لابن البارزي بهذا العنوان، والله أعلم وأحكم.


وكتبه الباحث: محمد رامز القاري